المخيّم | معرض رقميّ

لوحة من مجموعة «المخيّم» للفنّان علاء البابا

 

يعكس الفنّان الفلسطينيّ علاء البابا في معرضه «المخيّم»، كيف ينظر الناظر إلى المخيّم من الخارج، بحيث تظهر العمارة برؤية خاصّة تدلّ على العلاقة الشخصيّة بين الفنّان والمخيّم. كما يتضمّن المعرض لوحات وأعمال فنّيّة من سلسلة «المخيّم»، الّتي يعيد علاء البابا بناء المخيّم فيها من خلال تفاصيل العمارة الأفقيّة الّتي تكشف الحياة اليوميّة في المخيّم. هذه الأعمال مستوحاة من مخيّم الأمعري للاجئين في رام الله، وعنها يقول الفنّان علاء البابا:

"لم يُبْنَ المخيّم ليكون دائمًا، في أحسن الأحوال كان محطّة على درب العودة. مخيّم الأمعري بصفته وحدة حضريّة قائمة بذاتها، كان الحلّ السريع لـ «الأونروا» لإسكان بضعة آلاف من اللاجئين. مُنِحُوا عقود إيجار مدّتها مئة عام، أعطتهم مكانًا يبيتون فيه ومهلة مفترضة غير مدروسة للعودة إلى ديارهم؛ وهي الـ 100 عام تلك، أو حتّى عام 252 كحدّ أقصى. على أيّة حال، لم تكن المهلة بعيدة، فالآمال عُلِّقَت على أسبوع أو أسبوعين للعودة، أو لنقل سنة أو اثنتين".

يكمل البابا: "اليوم، يبني كلّ جيل من اللاجئين مسكنًا فوق منزل أهله، خالقًا سجلًّا زمنيًّا عاموديًّا يتجلّى فيه الاختلاف بين أحفاد اللاجئين وأجدادهم في العلاقة مع المخيّم؛ أي أنّ العمارة أصبحت ترجمة بصريّة لمنطلق كلّ جيل في التعامل مع فكرة العودة. بنظرة من الأعلى نرى الطوابق الملوّنة وقد صُمّمت وبُنيت لتكون، بينما تعيد أساساتها الهشّة إلى ذاكرتنا رحلة جيل اللاجئين الأوّل في بحثه اليائس عن ملاذ آمن.

قد يبدو جسد المخيّم مهترئًا، لكنّ أزقّته نابضة تضخّ الحياة في أطرافه. لذلك اخترت الدرجات الفاقعة من الورديّ والأزرق والأخضر؛ لأنّ المخيّم الملوّن في نظري أقرب تصويرًا لحقيقته الحيويّة والفوضويّة والمتناقضة المتمثّلة في نظامه الاجتماعيّ المهيمن داخله. إلى جانب ذلك، لا يرى الناظرون إلى المخيّم أكثر من مساحة من التفسّخ الحضريّ الشاذّ عن محيطه، ليختاروا غضّ الطرف عن مربط الفرس؛ هل من إنسان عاقل قد يبادر لإصلاح بقة بُنِيَت لتكون مؤقّتة وزائلة؟".

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا لمجموعة «المخيّم».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

علاء البابا

 

 

فنّان فلسطينيّ وُلِدَ في القدس عام 1985، شارك بعد تخرجه من «أكاديميّة الفنون الدوليّة - فلسطين»، في العديد من المعارض المحلّيّة والدوليّة. يتألّف أبرز مشاريعه «مسار السمك» من 18 لوحة جداريّة منتشرة حول فلسطين والأردنّ ولبنان، حيث تنعكس تجربة اللاجئ الفلسطينيّ في مسار الأسماك في المحيط.